-
بيان خوف العبادة
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، هذا السائل يقول: المعلوم أن الخوف من الله تعالى عبادة، فما هو نوع الخوف الإبليسي عندما قال: {إني أخاف الله رب العالمين}[الحشر:16]؟
-
الخوف الذي هو عبادة خوف السر؛ وهو الخوف الذي يكون وراء الأسباب، هذا خوف العبادة؛ كأن يخاف -مثلًًا- من هذا الميت أن يضره بسره لا بسبب ظاهر، فيخاف من الميت أن يقطع رزقه أو أن يحرمه دخول الجنة، أو أن يدخله النار أو أن يسلط عليه عدوًا؛ بسره لا بسبب فيه، أما إذا خاف من إنسان معه سلاح، أو عدو أمامه، أو خاف من سبع فيأخذ السلاح، أو خاف من الحيات والعقارب، فهذه أسبابها ظاهرة، لكن خوف العبادة هو خوف السر الذي يكون فيما وراء الأسباب، وليس معه سبب، فالميت ما معه سبب الآن، ليس بيده سلاح ولا شيء، فلماذا يخافه؟ خاف بمعنى: الاعتقاد، ما خافه إلا لأنه يعتقد أنه ينفع ويضر، وأنه يجلب له نفعًا أو يدفع عنه ضرًا، فهذا هو خوف العبادة. والخوف المحرم هو الذي يحمله على ترك واجب أو فعل محرم، وليس هناك مانع يمنعه، خوف متوهم، يجعله لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؛ خوفًا من أن يؤذى وليس هناك سبب محقق يمنعه. أما الخوف الطبيعي فكأن يخاف من العدو فيأخذ السلاح، أو يخاف من الجوع فيأكل حتى يدفع الجوع، أو يخاف من البرد فيلبس حتى يستدفئ، أو يخاف من الأرض المسبعة فيأخذ السلاح، أو يخاف من الحيات والعقارب، هذا خوف طبيعي.