فيه خلاف بين العلماء، والظاهر أنه بعد نوح، منهم من قال: إدريس هو أخنوخ وأنه جد نوح، والبخاري رحمه الله في صحيحه جعل إدريس بعد ذلك، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به في السموات وجد إدريس في السماء الرابعة فقال إدريس: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، بخلاف آدم فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح، وبخلاف إبراهيم فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح، فآدم وإبراهيم نسبة أبوية، وأما إدريس فأخ، فدل على أن إدريس بعد نوح، وبعض العلماء يقول: إن إدريس هو أخنوخ وهو جد نوح، لكن حديث الإسراء والمعراج جعل إدريس في النسبة الأخوية لا في النسبة الأبوية، ولو كان جدًا لنوح لقال إدريس: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح، كما قاله آدم وإبراهيم، لكن إدريس قال: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فهو أخ، فدل على أنه بعده.