-
الجمع بين نصوص المفاضلة بين الرسل ونصوص النهي عن ذلك
عدد الزيارات :
-
يقول: كيف نجمع بين قوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}[البقرة:253], وقوله تعالى: {لا نفرق بين أحد منهم}[البقرة:136]؟
-
التفضيل ليس تفريقًا، لكن كان ينبغي للإنسان أن يقول: كيف نجمع بين قوله: (تلك الرسل) وبين قوله: (لا تفضلوني على الأنبياء) أو (لا تخيروني على الأنبياء)؟ هذا الذي ينبغي للإنسان أن يسأل عنه. فنقول: الأنبياء متفاضلون، قال الله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}[البقرة:253]، وقال: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض}[الإسراء:55] وأما قوله: (لا تفضلوني على الأنبياء) و(لا تخيروني على موسى) فهذا محمول على أن هذا من باب التواضع منه عليه الصلاة والسلام، أو أن هذا محمول على من قال ذلك على وجه التعصب أو على وجه التنقص للأنبياء، فهذا لا يفاضل، وإلا فالأنبياء يتفاضلون، لكن من أراد أن يفضل على وجه الحمية أو التعصب فهذا ممنوع، وكذلك أيضًا قاله عليه الصلاة والسلام تواضعًا لربه عز وجل، أما التفضيل فليس فيه تفريق بين الرسل، وإنما إنزال لمنازلهم التي أنزلهم الله إياها، والتفريق ببين الرسل: أن يؤمن ببعضهم ويكفر ببعض، هذا التفريق.