-
حكم الإقسام على الله
عدد الزيارات :
-
يقول السائل: ما حكم القسم على الله في الدعاء؟
-
الإقسام على الله لا يجوز، لا ينبغي على الإنسان أن يقسم على الله، لكن جاء في الحديث: (رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)، وإذا كان تقيًّا وصالحًا ومؤمنًا ومستقيمًا على طاعة الله، وأقسم على الله، فإن الله يبر قسمه، مثلما كان سعد بن أبي وقاص مستجاب الدعوة، كان يقسم على الله، وهو الذي هزم جيوش كسرى وقيصر، ولكن إذا كان الشخص لا يثق في نفسه فقد يكون من التألي على الله، والتحجر على الله، ولهذا لا ينبغي لإنسان أن يقدم على هذا، كما في قصة الرجلين المتآخيين، عابد وعاص، فكان العابد يأتي إلى العاصي، ويقول: اتق الله، ودع ما كنت تصنع، فأتاه يومًا فوجده على معصية فقال: اتق الله ودع ما كنت تصنع؛ فغضب العاصي فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبًا، لست مسئولًا عني، مثل ما يقول بعض الناس: لست مسئول عني، أبعثت علي رقيبًا، خلني وربي، فغضب العابد فقال: والله لا يغفر الله لك، ولا يدخلك الجنة، قال في الحديث: فاجتمعا عند رب العالمين، فقبضهما فاجتمعا عند رب العالمين، فقال الله للعابد: أكنت بي عالمًا أو كنت على ما في يدي قادرًا، وقال للعاصي: ادخل الجنة برحمتي، وقال للعابد: اذهبوا به إلى النار، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته. فينبغي للإنسان أن يفرق بين الإقسام على الله وبين التألي على الله، التألي على الله من كبائر الذنوب، كله إقسام، هذا إقسام وهذا إقسام، فهذا قال: والله لا يغفر الله له، وهذا أقسم على الله، لكن هذا تألي وتحجر على الله، فالأول الذي بعثه حسن الظن بالله، فالإقسام على الله الحامل عليه هو حسن الظن بالله –عز وجل-، والثاني الذي حمله على ذلك التحجر .. تحجر رحمة الله، حجَّر واسعًا، فانظر أنت في نفسك، هل أنت من هؤلاء أو من هؤلاء، فلا ينبغي للإنسان أن يقدم على هذا إلا على بصيرة.