-
في نعيم القبر وعذابه لمن لم يُقبر
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، يقول السائل: بعض الناس قد لا يُقبر، فيغرق في البحر أو تأكله الوحوش، فهل يُعرض عليه نعيم القبر وعذابه؟
-
نعم، عذاب القبر ونعيمه ينال كل أحد حتى ولو لم يُقبر، من مات وأكلته السباع أو أكلته الحيتان، أو صلب على خشبة مدة طويلة وهو ميت، أو أكلته السباع وأكلت السباع سباع أخرى، أو أكله الحوت، وأكل الحوت حوت آخر يناله ما قُدر له، من سؤال منكر ونكير، ومن تضييق القبر وتوسيعه، ومن عذاب القبر ونعيمه، والله أعلم بالكيفية؛ لأن أمور البرزخ وأمور الآخرة ليست مثل أمور الدنيا، نؤمن بها ولا نعلم الكيفية، أما الكيفية فالله أعلم، في بطن الحوت أُكل، يناله ويُسأل، ولا ندري كيفية السؤال، أو قُبر يسأل، كلهم، هذا يُسأل وهذا يُسأل، وهذا يُنعم وهذا ينعم، وهذا يُعذب وهذا يُعذب، ولو كان أكلته السباع، وهذا يُضيق عليه في قبره ولو في بطن السباع، أو يُوسع له ولو أكلته السباع، وهذا القبر يشتعل عليه نارًا، وهذا لا يشتعل عليه نارًا؛ لأن هذه أمور برزخ وليست مثل أمور الدنيا. تجد الآن قبرين أحدهما بجوار الآخر، هذا يوسع له في قبره مد البصر، وهذا يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه، ولو فتحت القبرين ما نجد فرقًا، نحن الآن، تفتح هذا الذي وسع عليه مد البصر لا نرى هناك فرقًا، مثل هذا، ذراع في ذراع، ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع؛ لأن نحن من أهل الدنيا، لكن هم في أمور البرزخ، هو يرى بإحساسه وشعوره وعمله مد البصر، وهذا مضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه، وهذا قد يشتعل عليه قبره نارًا، ولو فتحنا ما وجدنا النار؛ لأننا نحن في الدنيا، وأمور البرزخ نؤمن بها ولا نعلم الكيفية. فكل من مات لا بد أن يعرف؛ سؤال منكر ونكير، وعذاب القبر ونعيمه وتضييق القبر وتوسيعه حتى ولو أكلته السباع، ولو أكلته الحيتان، ولو صلب على خشبة، ولو أكلته الطيور، ولو كان في الجو أو في الهواء أو في البر أو في البحر يأتيه ما قدر له، وما كتب الله له، على كيفية الله أعلم بها.