-
ترك الأعمال احتجاجًا بخروج أناس من النار لم يعملوا خيرا قط
عدد الزيارات :
-
رجل ترك جميع الأعمال فهل هذا مسلم؟ وبعضهم يحتج بحديث (يخرج من النار من لم يعمل خيرًا قط)؟
-
لا بد من العمل، ما يتحقق الإيمان إلا بالعمل، الإنسان لا بد له من التصديق والإيمان، وهذا التصديق والإيمان لا بد له من عمل يتحقق به، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون، إبليس مصدق وفرعون مصدق، لكن ما عندهم انقياد، ليس عندهم انقياد بالعمل، إبليس لما أمره الله بالسجود لآدم رفض وعارض أمر الله، وقال: أنا خير منه، أنا أفضل منه، ولا يمكن أن يسجد الفاضل للمفضول، أنا أفضل منه خلقتني من نار وخلقته من طين، وفرعون كذلك رفض أمر الله وأمر رسوله، ولم يؤمن بنبيه، فمن يدعي الإيمان والتصديق ويرفض العمل فهو مستكبر، يكون كفره بالاستكبار، لا بد من الانقياد، ولا بد لهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب من عمل يتحقق به، أما إذا رفض العمل معناه استكبر، استكبر عن عبادة الله، يكون كفره بالاستكبار والعياذ بالله، ويقال له: أي فرق بين إيمانك وإيمان إبليس وفرعون؟ كما أن الذي يعمل يصلي ويصوم ويتصدق ويحج لا بد لهذا العمل من إيمان يصححه وإلا صار كإسلام المنافقين، فالمنافقون يصلون ويجاهدون مع النبي –صلى الله عليه وسلم- لكن أعمالهم ليس لها إيمان يصححها، قال الله –تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]، قال الله –سبحانه-: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1]، فلا بد للإيمان والتصديق بالقلب من عمل يحقق به وانقياد لأمر الله وأمر رسوله وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون، ولا بد للعمل من صلاة وصيام وزكاة من إيمان يصححها وإلا صار كإسلام المنافقين.