-
كيفية حمل المجمل على المفصل من كلام العلماء
عدد الزيارات :
-
الألفاظ المجملة المحتملة بين الحق والباطل والخطأ والصواب في ألفاظ العلماء من أهل السنة والجماعة كيف تحمل؟ فهناك من يقول: لا يحمل اللفظ المجمل على المفصل في كلام العلماء، فهل هذا صحيح؟
-
ليس بصحيح هذا، فالنصوص المجملة تفسر بالنصوص المفصلة في الكتاب وفي السنة، فإذا جاء نص مجمل في القرآن العزيز ونص مفصل يفسر به، وكذلك في السنة، وكذلك في كلام العلماء، إذا جاء نص مجمل أو محتمل ونص مفصل يفسر هذا بهذا، هذه الطريقة عند أهل الحق، مثلًا: في الحديث القدسي يقول الرب -عز وجل-: (عبدي مرضت فلم تعدني, قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلو عدته لوجدت ذلك عندي، عبدي جعت فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا جاع فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي، عبدي استسقيتك فلم تسقني، قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا استسقاك فلو أسقيته لوجدت ذلك عندي). فأول الحديث مجمل: مرضت، جعت، استسقيت، لكن فسره آخر الحديث وبين أن الرب لم يمرض، ولم يجع، ولم يعطش، وإنما الذي مرض العبد، وجاع العبد. واستسقى العبد، فيفسر هذا بهذا، وقد يكون هذا التفسير في حديث واحد, وقد يكون في حديثين، فإذا جاء لفظ مجمل يفصل، سواء كان في نص واحد أو في نصوص متعددة، ومثلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالشفعة في كل ما لم يقسم، ثم جاء التفصيل: (فإذا وقعت الحدود، وصرفت الطرق، فلا شفعة)، فحديث: (فإذا وقعت الحدود, وصرفت الطرق) هذا تفصيل، يفصل المجمل في قوله: (قضى رسول الله بالشفعة في كل ما لم يقسم)، أنه إذا وقعت الحدود, وصرفت الطرق، فلا شفعة، فإذا جاء لفظ مجمل ثم جاء ما يفسره يعمل به، يفسر هذا بهذا في النصوص وفي كلام العلماء.