-
هل شرك المتأخرين في باب الأسماء والصفات أغلظ من شرك الأولين
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل يقال: إن مشركي زماننا في باب الأسماء والصفات أغلب شرك من الأولين؟
-
لا، هذا في توحيد العبادة والألوهية، توحيد العبادة والألوهية شرك زماننا أغلظ من شرك الأولين؛ لأن الأولين إنما يشركون في الرخاء، وفي الشدة يخلصون العبادة لله، قال الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}[العنكبوت:65]. وأما مشركي الزمان يزيدون عنادًا في الشدة، إذا تلاطمت بهم الأمواج قالوا: يا علي يا علي، يا حسين يا حسين، صار أشد، والمشركون الأوائل إذا تلاطمت بهم الأمواج: يا الله، يا الله، يا الله، فإذا سلموا أشركوا، فإذا جاءتهم الشدائد وحدوا، وأما مشركي الزمان يزيدون، إذا جاءتهم الشدائد زادوا، هذا من ناحية. من ناحية أخرى أن الأولين إنما يعبدون صالحين، أو أنبياء، أو أحجارًا تسبح الله أو أشجارًا، والمتأخرون زادوا فعبدوا كفارًا وفساقًا، صار أشد كفرهم، الأوائل ما يعبدون الكفار والفساق، إنما يعبدون نبيًّا، أو يعبدون صالحًا، أو شجرًا أو حجرًا يسبح الله، والمتأخرون زادوا فعبدوا كفارًا وفساقًا، فصار الكفار المتأخرون أشد وأعظم من جهتين، نسأل الله السلامة والعافية.