-
عقيدة الماتريدية في الإيمان
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول: أريد توضيح عقيدة الماتريدية في الإيمان.
-
الماتريدية: يقولون: إن الإيمان هو التصديق بالقلب، وهو قول الأشاعرة أيضًا، فإذا صدّق الإنسان بقلبه فهو مؤمن، وأما العمل والإقرار باللسان فليس من الإيمان، وليس داخلًا في مسماه. والقول بأن الإيمان هو التصديق فمروي عن الإمام أبي حنيفة، فهو يوافق الماتريدية في أن الإيمان تصديق بالقلب فقط، وأن الإقرار باللسان مطلوب، لكنه ليس من الإيمان. والقول الثاني لجمهور الأحناف: أن الإيمان شيئان: إقرار باللسان، وتصديق بالقلب. فالرواية الأولى: الإقرار باللسان ليس من الإيمان، لكنه مطلوب، وهو قول الماتريدية، والرواية الثانية التي عليها جمهور الأحناف: الإقرار باللسان من الإيمان مطلوب، وهو من الإيمان، وأما الأعمال فليست من الإيمان، وإن كانت مطلوبة، وهذا هو الإيمان عند مرجئة الفقهاء، فلا يسمون الأعمال إيمانًا، وقالوا: إن النصوص التي وردت في وصف العمل بصيغة الإيمان تسمية مجازية؛ لأن الإيمان حقيقة يكون في التصديق، وكذلك الكفر، فلا يكون الكفر إلا بالقلب، وذلك بالإنكار والجحود، وما ورد تسميته من الأعمال كفرصا فتسمية مجازية عندهم. وهذا باطل، الصواب: أن تسمية الأعمال إيمانًا وكفرًا حقيقية، وأن الإيمان يكون بالقلب، ويكون بالعمل، ويكون باللسان، والكفر يكون بالجحود، ويكون بالقول والعمل، فإذا سب الله وسب الرسول، واستهزأ بالله وكتابه كفر، وإذا استهان بالمصحف بفعله، أو سجد للصنم كفر، ويكون بالجحود؛ فإذا أنكر وجود الله وجحد آياته كفر.