-
حكم قول: إن الإيمان يتبعض
عدد الزيارات :
-
يسأل عن معنى قوله: "يتبعض"؟
-
يتبعض يعني: يبقى بعضه ويذهب بعضه، هذا معنى قوله: "يتبعض"، أهل السنة والجماعة يقولون: الإيمان يتبعض، بمعنى: أنه يكون في الإنسان بعض الإيمان ويذهب بعض الإيمان، فإذا فعل الطاعات ازداد الإيمان، ووُجدت فيه خصلة من خصاله، إذا وصل رحمه، وتصدق، وأحسن إلى جيرانه، وبر والديه، زاد الإيمان، تجدد الإيمان. وإذا عق والديه، وقطع رحمه، وآذى جيرانه، نقص الإيمان وتبعض، زال بعض خصال الإيمان وبقي بعضه، يتبعض، هذا المعنى، يزول بعضه ويبقى بعضه. أما المرجئة كلهم بجميع طوائفهم يقولون: الإيمان لا يتبعض، ولا يزيد ولا ينقص، الإيمان شيء واحد، إذا زال زال جميعه، وإذا ثبت ثبت جميعه، حتى أبا حنيفة وأصحابه، ولم ينفصل عنهم إلا جمهور أهل السنة قالوا: الإيمان يتبعض، يذهب بعضه ويبقى بعضه، ويزيد وينقص، ولا يزول الإيمان بالكلية إلا إذا فعل كفرًا صريحًا، كفرًا أكبر، أو نفاقًا أكبر، أو فسقًا أكبر، أو ظلمًا أكبر، يُخرج من الملة. أما المعاصي ولو عظمت ولو كثرت لا تقضي على الإيمان، ولكنها تضعفه، وتنقصه، حتى إنه ما يبقى إلا مثقال حبة من خردل، فالعصاة الموحدون الذين يدخلون النار بعضهم ما يبقى في قلبه إلا مثقال حبة خردل من الإيمان يخرج بها من النار، يخرج بهذا القدر اليسير من النار. أما الكفرة يُخلدون في النار؛ لأنهم ليس عندهم إيمان، ولا مثقال حبة من خردل، انتهى الإيمان، ما عندهم شيء من الإيمان، فلهذا يُخلدون في النار، أما الموحدون العصاة عندهم شيء من الإيمان ولو قليلًا، وهو التوحيد، لا بد من التوحيد، التوحيد الذي ليس معه شرك، لكنه يضعف هذا التوحيد والإيمان بكثرة المعاصي، حتى ما يبقى إلا قليل، هذا القليل يخرج به من النار ولا يُخلَّد.