-
هل يُشترط فهم الحجة أم يكفي بلوغ الحُجَّة؟
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل يُشترط فهم الحجة أم يكفي بلوغ الحُجَّة؟
-
لا يُشترط قيام الحُجة وإنما يُشترط بلوغها؛ فمن بلغه الحُجة قامت عليه الحُجة، قال -تعالى-: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19]؛ فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحُجة، ولا يشترط فهمها، والدليل على ذلك قول الله -تعالى-: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [البقرة:171]، ومع ذلك قامت عليهم الحُجة؛ فالله -تعالى- شبههم بالرعي الذي ينعق للغنم، فالغنم تسمع النعيق ولا تدري ولا تفهم، والكفار قالوا: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [البقرة:171]، ومع ذلك قامت عليهم الحُجة. فإذا بلغه القرآن يُفهم أن هذه الآية تدل على كذا على وجوب كذا وعلى تحريم كذا؛ ليفهم وهذا يكفي، ولا يشترط أن يفهمها مثل فهم طالب العلم، فإذا بلغت الحُجة قامت عليه. السؤال: ... الشيخ: يُبلَّغ بحيث تبلغ الحُجة، ويقال: هذه المسألة دليلها كذا ويبلغ؛ فإذا بلغته قامت عليه الحُجة.