-
القول بأن إبراهيم خليل الله، ومحمدًا حبيب الله
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، وهل صحيح قول بعضهم: أنَّ إبراهيم -عليه السلام- خليل الله، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حبيب الله؟
-
هذا خطأ؛ بل محمد خليل الله وإبراهيم خليل الله؛ فهما خليلان، ودرجة الخُلة أكمل من المحبة؛ لأن الخُلة كمال المحبة ونهايتها، فكيف يُقال: إن محمدًا حبيب الله؟؛ بل محمد خليل الله، وبعض الناس الآن يقول: محمد حبيب الله، وصلوا على الحبيب وينسون الخُلة، ومنزلة الرسول أعلى المحبة ثبتت للمتقين، للمؤمنين، للتوابين وللمتطهرين؛ لكن الخُلة ليست إلا للخليلين لإبراهيم ومحمد -عليهم الصلاة والسلام-؛ فهي نهاية المحبة وكمالها، والخُلة هي التي تتخلل شغاف القلب حتى تصل إلى سويدانه، وليس في القلب متسع لأكثر من خليل واحد؛ لكن القلب يتسع لمحبة كثير من الناس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- امتلأ قلبه بخُلة الله، فليس فيه متسع ولو كان فيه متسع لكان لأبي بكر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لو كنت متخذًا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الرحمن)؛ فليس في القلب متسع، ولو كان فيه متسع لكان لأبي بكر؛ لكن المحبة يوجد لها متسع؛ فعائشة يحبها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزيد حب رسوله الله، وأسامة ابن حب رسول الله، و(أحب من الرجال أبا بكر)؛ فهو يحب الكثيرين؛ لكن الخُلة لا يوجد مكان امتلأ قلبه -عليه الصلاة والسلام- بخُلة الله، ولو كان في القلب متسع لكان لأبي بكر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلًا؛ ولكن صاحبكم خليل الرحمن). وهذا يبين كمال الخُلة، وغلط بعض الناس الذين يقولون: محمد حبيب الرحمن، أو حبيب الله، وإبراهيم خليل الله؛ بل إبراهيم خليل الله، ومحمد خليل الله؛ فكلاهما خليل الله، وقول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلًا).