نعم، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (خالف هدينا هدي المشركين)، كما سبق النبي -صلى الله عليه وسلم- خالف المشركين في الدفع من عرفة، وفي الدفع من المزدلفة، كان المشركون يدفعون من عرفة قبل غروب الشمس، فخالفهم -عليه الصلاة والسلام- فدفع بعد غروب الشمس، وكان هدي المشركين يدفعون من مزدلفة بعد طلوع الشمس، وبعد أن تشرق الشمس على الجبال، فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفع قبل طلوع الشمس، وهكذا، خالفهم، أهلّ بالتوحيد، كان المشركون يعبدون الأصنام والأوثان، فخالفهم ووحّد الله، ولا شك أن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مخالف لهدي المشركين، والمسلم بعيد عن المشركين، بعيد عن التشبه بهم، وعن الاتصاف بأوصافهم، بعيد عن أفعالهم وأقوالهم.