-
الفرق بين الرضا والإيمان بالقضاء والقدر
عدد الزيارات :
-
هل الرضا مثل الإيمان في القضاء والقدر؟
-
لا، الإيمان بالقضاء والقدر واجب، والصبر على القدر واجب، وأما الرضا بما قدره الله فهذا فيه تفصيل، فالصبر على المصائب وعلى ما قدره الله هذا واجب، لا يجوز للإنسان أن يتسخط، ولا يجوز للإنسان أن يجزع؛ بل يجب عليه أن يصبر فلا يجزع، يحبس نفسه عن الجزع، ولسانه عن التشكي، وجوارحه عما يغضب الله، هذا واجب. وأما الرضا فهذا مستحب عند المحققين من أهل العلم، يُستحب للإنسان الرضا بالقضاء ولا يجب. أما الصبر فهو واجب، فلا يجوز للإنسان أن يجزع، ولا يتسخط؛ بل يحبس نفسه عن الجزع، ولسانه عن التشكي، وجوارحه عما يغضب الله، أما كونه يرضى فهذا مستحب، وهناك مرتبة أعلى من هذا، وهو أنه يصبر على المصيبة ويرضى، وهناك من يشكر الله. فالناس تجاه المصائب التي تحصل وما يُقّدِّرُه الله أقسام: القسم الأول: مَنْ يجزع، الذي يجزع ولا يصبر؛ فتجده يشكو، يتكلم لماذا قدر عليّ هذا؟، الناس ما قدر عليهم، لماذا حصل لي كذا؟، أنا ماذا عملت؟ وهكذا، وتجده يلطم خدَّه، ينتف شعره، يشق ثوبه، هذا جزع -نعوذ بالله-، هؤلاء حُرِموا الأجر وعليهم الوزر. الطائفة الثانية -تجاه المقادير-: الذين يصبرون؛ لا يجزعون ولا يتسخطون ولا يتشكّون، وليست في نفوسهم هلع، ولا يعملون بجوارحهم ما يُغضب الله، هؤلاء أتوا بالواجب. الطائفة الثالثة: يصبرون ويرضون بقضاء الله وقدره، عنده رضا وطمأنينة؛ لأنه يعلم أن الخيرة فيما اختاره الله، ويعلم أن الله أعد للصابرين الثواب العظيم، والأجر الكبير؛ فهو يرضى بالثواب، يعلم أن الله يكفر سيئاته بهذه المصيبة أو يرفع درجاته؛ فهو راض. وهناك طائفة رابعة أعلى منها، وهو: من يجعل يعتبر المصيبة نعمة يشكر الله عليها؛ لأنه يوافق ربه فيما أراده وقضاه، وفي محابه ومراضيه، فهو يعتبر هذه المصيبة نعمة يشكر الله عليها؛ لأنه كُفِّرت بها السيئات ورفعت بها الدرجات فاعتبرها من النعم، فالمحن في حق هؤلاء تكون منحًا ونعمًا يشكرون الله عليها، وهذا لا يقدر عليه إلا عباد الله الخُلَّص، خواص المؤمنين.