-
هل يتحقق أفضل الصيام لمن يسرد نصف الشهر صومًا
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم، الأخت من كندا تقول: أفضل الصيام صيام داود، هل يمكن صيام خمسة عشر يوما من الشهر؛ بغض النظر عن كونها يوما وراء يوم، يعني: قد أصوم أياما متتالية حسب استطاعتي، وقد أصوم الاثنين والخميس والبيض وأزيد عليها بعض الأيام؟
-
لا بأس، عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كان يصوم الدهر، ويصلي الليل، ويختم القرآن في كل يوم؛ فشكاه أبوه عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وقد أعرض عن زوجته وانقطع للعبادة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نصحه ونهاه، وقال: لا تفعل، (إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا؛ فصم من الشهر ثلاثة أيام، واختم القرآن في كل شهر، وصل ونم، فقال -في الصيام-: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فصم يوما وأفطر يومين، قال: إني أطيق أفضل من ذلك -حتى قال له:- صم يوما، وأفطر يوما، قال: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: لا أفضل من ذلك)، نصف الدهر، وقال: (أفضل الصيام صيام داود)، وفي لفظ: (من صام الدهر لا صام ولا أفطر)، وكان عبد الله بن عمرو بعد ذلك لما كبر في السن صار يشق عليه الصوم، قال: يا ليتني قبلت رخصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يسرد الأيام سبعة أيام يصومها ثم يفطر مثلها سبعة أيام؛ لكي يتقوى. فلا بأس إن سردت مثلا أسبوعًا بالصيام وسردت أسبوعًا بالإفطار، أو تصوم يوما وتفطر يوما؛ لكن ما ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه؛ فإذا كان يشق عليه أو كان مثلا الصيام يمنعه مثلا من الكسب وطلب الرزق له ولأولاده؛ فلا يفعل هذا، وإنما يصوم على حسب استطاعته، يصوم الاثنين والخميس، ويصوم أيام البيض، ولا يصوم صوم داود الذي يشق عليه، ويمنعه من الكسب له ولمن تلزمه نفقته، أما إذا كان الإنسان عنده فراغ، وصيامه لا يخل بالواجبات الأخرى، وعنده نشاط؛ فهذا طيب، وأفضل الصيام، مُرَغَّبٌ فيه.