-
هل يعتد بالحساب الفلكي لإثبات هلال رمضان
عدد الزيارات :
-
أحسن الله إليكم ، يقول السائل ما حكم تقدير رؤية الهلال بالحساب الفلكي؟ وهل هناك ما يسمى باختلاف المطالع؟
-
العمل بالحساب الفلكي دون رؤية غير مشروع، وليس عليه العمل، النبي صلى الله عليه وسلم حدد الصوم، بيَّن أنه بأحد الأمرين: قال (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم؛ فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فالصوم بأحد الأمرين إما برؤية الهلال أو بإكمال الشهر السابق ثلاثين يوماً. أما الحساب الفلكي؛ فلا يُعوَّل عليه، وهذا هو الذي عليه المحققون، وإن كان هناك قولٌ ضعيفٌ مرجوح، ليس عليه العمل، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا) ثم خنس يقصد تسعة وعشرين (وهكذا و هكذا وهكذا) ثلاثين، فلا يعول على الحساب، وهذا هو الذي عليه العمل، وهو الذي تدل عليه الأدلة، وهو الذي عليه الفتوى، أنه لا يعول على الحساب. وذلك أن الله سبحانه وتعالى جعل للعبادات علامات ظاهرةً لكل أحد، يعلمها كل أحد الذكي والبليد، والذكر والأنثى والصغير والكبير، وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى، من تيسير الله سبحانه وتعالى على عباده؛ أنه ما جعل العبادات مربوطةً بشيء دقيق وشيء لا يدركه الناس ولا يدركه إلا الأذكياء، وإلا كان في ذلك حرج على الناس، لو كان الهلال لا يعرف إلا بالحساب الفلكي. مَن يعرف حساب الفلك؟ كل الناس يعرف حساب الفلك؟! هذا فيه حرج ومشقة، ولكن الله سبحانه وتعالى ربط العبادات بأمور حسية واضحة محسوسة يدركها كل أحد، الصلاة ربطها الله عز وجل بالوقت، أوقات الصلوات، الفجر مربوط بطلوع الفجر، كل واحد يراه بعينه، والظهر مربوط بزوال الشمس دخول الوقت، والعصر حين يصير ظل كل شيء مثله، والمغرب بغروب الشمس، والعشاء بمغيب الشفق، علامات واضحة محسوسة، ما فيها مشقة، والصوم برؤية الهلال، أو يكون الشهر السابق ثلاثين يوما، وهذا من تيسير الله تعالى وإحسانه، ولو كان معلقاً الصومُ بحساب الفلك لحصل في ذلك مشقة، وهذا ينافي يُسر الشريعة، فالشريعة شريعة ميسرة سهلة، رُفع فيها الحرج والآصار، قال عليه الصلاة والسلام: (بُعثت بالحنفية السمحة). ذكرنا اختلاف المطالع وقصة كريب وابن عباس وأن جمعًا من أهل العلم يرون اختلاف المطالع، وهو مذهب الحنابلة، وعليه العمل، والقول الثاني: أنه يلزم الناس كلهم الصوم، إذا رئي في بلد لزم جميع المسلمين في أي بلد أن يصوموا، هذا لو أمكن طيب.